• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

المرأة من الأمومة إلى السلطة

إبراهيم خطيب الصرايره

المرأة من الأمومة إلى السلطة

تنطلق المرأة دوماً للمشاركة في مختلف الميادين فأصبحت منافساً قوياً للرجل وتمكنت من كسر الطوق الذي التف حولها لكثير من العقود واستطاعت أن تأخذ فرصتها في الحياة والعمل على بناء مستقبل واعد لنفسها وقد وهبها الله القدرات العقلية والإمكانات العلمية ونجحت في تحمل المسؤولية والانخراط في المجتمع .

السلطة واحدة من أقدم الصراعات بين الرجال والنساء وحول من يفرض سيطرته أولاً على المجتمع المرأة أم الرجل، فالمرأة هي سيدة البيت والرجل هو سيد في العمل ولكن مع تقدم العصر أصبحت المرأة تنافس الرجل في العمل وصارت تسعى ليكون لها دور فاعل في المجتمع فاستطاعت الصعود وممارسة السلطة أسوة بالرجل .

خرجت المرأة من صورة الإنسان المسلوب الذي لاحول ولاقوه له وخرجت من تصنيف أرسطو الذي وضعها في مرتبة واحدة مع العبيد لأنّه كان صاحب فكرة سلطة السيادة الأبوية وأيضا لاننسى نظرية الفيلسوف الإغريقي فيتاغوش الذي ميز بين الأدوار وجعل المرأة وصورها على أنّها الشر الذي خلق الفوضى وفي العصور الوسطى صور الفيلسوف توماس الاكويني أنّ الرجل خلق للفكر والحكم والمرأة خلقت كوسيلة للتناسل فقط ولم تخل المجتمعات العربية قبل الإسلام من هذه النظرة حيث كان يتم وأد البنات ودفنهن وهن على قيد الحياة وذلك خوفاً من جلب العار عندما تكبر فساد هذا العمل في العصر الجاهلي .

في القرن التاسع عشر قالت بعض الأبحاث العلمية التي سادت في هذا القرن أنّ مخ المرأة أقل حجماً من مخ الرجل وبالتالي فإنّ الوظائف التي تقوم بها المرأة اقل كفاءة وغير قادرة على تسيير الفكر والسياسة ولا تتعدى قدرتها شؤون المنزل وتربية الأطفال ولا شك انّه يوجد فرق بين الرجل والمرأة من حيث التكوين وكل له وظائف فيسلوجية مختلفة فبنية الرجل قوية وتتسم بالعدوانية والميل إلى العنف لأنّ جسم الرجل يحتوي على هرمون (التيسترون) وهذا يجعل الرجل يتسم بهذه الصفات أما جسم المرأة فهو يحتوي على (البرجسترون) وهذا يجعلها أكثر هدوءاً من الرجل وهو يدل على الإختلاف البيولوجي بين الرجل والمرأة .

وبغض النظر عن هذا الإختلاف فإنّ علاقة الرجال بالسلطة وتنازعها مع النساء هو ميراث ثقافي متعدد الألوان ميراث قديم من الكبت والحصار والإحباط الذي مارسه الرجل ضد المرأة ولكن مع تقدم العصر تغيرت هذه النظرة وأصبحت المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل وخرجت من التهميش وصارت تشارك الرجل في القرار بل وصلت في بعض المراحل إلى صياغة القرار والبت فيه والتاريخ حافل بنساء استطعن أن يكن في سدة الحكم ومنهن على سبيل المثال لا الحصر - بلقيس والزباء وشجرة الدر ونفرتيتي وماري أنطوانيت- وغيرهن الكثير من الأسماء .

تحرر المرأة وانخراطها في المجتمع لا يعني (الانحلال) فهناك فرق شاسع بين التحرر والانحلال فبصعود المرأة إلى السلطة هو تأكيد على سماحة الإسلام وقوة الديمقراطية والرغبة في التغير والتوازن بين أفراد المجتمع ونيل كل إنسان فيه فرصته سواء كان رجلاً أو امرأة والنظر إلى المرأة على أنّها تستطيع أن تكون أماً وأن تكون عضواً فاعلاً في المجتمع... ولكن باحترامها القيم والعادات وأن لا يكون هذا التحرر على حساب المبادئ الإسلامية .

كاتب وباحث

ارسال التعليق

Top